فلسطين أون لاين

يضم 9 أصناف من القرع

تقرير "بيت القرعيات" في الجلمة متنفس الهاربين إلى الريف ومتذوقي الحلوى التراثية

...
بيت القرعيات
جنين-غزة/ مريم الشوبكي:

في مزرعتها "بيت القرعيات" على تل مرج ابن عامر، في قرية الجلمة بجنين، شمال الضفة الغربية، تشارك منار شعبان المولعين بالطبيعة بقطف ثمار القرع، الذي تزرع تسعة أصناف منه، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل منهم من يفضل قطف خضار أخرى.

ما إن ينتهوا من قطف الخضار حتى يطلبوا منها وزنها لشرائها، وبعضهم يطلب منها أن تصنع غداء مما قطفوه بعدما تنفسوا الأكسجين النقي الذي فتح شهيتهم على الأكل.

آمنة وعضوية

انتقلت المزارعة شعبان إلى بيتها في قرية الجملة منذ أربع سنوات، ولأنها مولعة بالزراعة خصصت جزءًا من حديقة منزلها لزراعة اليقطين (من فصيلة القرعيات) داخل بيوت بلاستيكية بطريقة آمنة، ودون استخدم أي مبيدات حشرية.

تقول شعبان لـ"فلسطين": "في العام 2010 كنت أعمل في تصنيع وبيع مربى القرع، ولكن توقف المشروع بسبب مشكلة مع شركة التسويق، حينها فكرت في العودة لزراعة وتأسيس مشروعي الخاص".

وتضيف: "ولكي أتميز بدأت في البحث عن أنواع جديدة من القرع، وجمعت العديد من البذور حتى أصبح لدي تسعة أصناف مختلفة من القرع".

ومنحت أزمة جائحة كورونا شعبان فرصة لانتشار مشروع "بيت القرعيات" بين الفلسطينيين الهاربين من ضغط الحظر المنزلي إلى الريف، والذين يخرجون أيضًا في مسار بيئي حول تل مرج ابن عامر، لينهوا تجوالهم بوجبة غداء مختومة بحلوى القرع.

وفي البداية واجهت ضعفًا في الإمكانيات المادية والتي حالت في البداية دون استقبال أعداد كبيرة من الزوار، لحاجتهم إلى كراسٍ وطاولات، ولم يكن هناك من يساعدها في صنع الطعام للوافدين.

ومن أجل تطوير المشروع وتنميته، استخدمت منصات التواصل الاجتماعي للتسويق للمشروع، الأمر الذي ساعدها على زيادة أعداد الوافدين إلى المزرعة والراغبين في السياحة الريفية.

وتلفت إلى أن "بيت القرعيات" ليس مجرد أرض زراعية، بل هو مشروع يُتاح فيه بيع المنتجات الزراعية من قرع وخضراوات أخرى، وكذلك منتجات غذائية طبيعية تصنعها نساء القرية كالفريكة، والبرغل، والقزحة، والجبنة، واللبنة.

وتؤكد شعبان أن جميع منتجاتها الزراعية عضوية خالية من الكيماويات والأصباغ، كما أن جميع المزارعات المشاركات في المشروع حاصلات على شهادات خلو من السُميّة "سمية صفر" من مختبرات جامعة بيرزيت.

وتحصل شعبان على دعم كبير من أسرتها التي تساعدها في المزرعة، فيقوم زوجها بالحراثة والتسميد والري، وتقوم هي بالمتابعة والقطف، ويساعدها بذلك أولادها، وتدعمها أيضًا وزارة الزراعة والعديد من المؤسسات التي تشجع على الزراعة الآمنة.

كما تشارك نحو 40 سيدة بالمشروع، يزرعن أنواعًا مختلفة من الخضار، مثل الورقيات، والخيار الربيعي، والبندورة، والفاصولياء، واليقطين، وغيرها.

جيلاتي وزلابية

نجاح سيدة "بيت القرعيات" يجعله اليوم واحدًا من عديد المناطق الريفية التي تستقبل يوميًّا عددًا كبيرًا من العائلات والمجموعات المولعة بالطبيعة، إذ تقوم سبع نسوة بتحضير الطعام لهم يوميًّا بين أحضان الشجر، بالإضافة إلى بيع منتجات 19 سيدة داخل مزرعتها.

وتتميز شعبان بصناعة ثلاثة أصناف من حلوى القرى التي تعلمتها من والدتها، إذ تقدم مربى القرع، وهريس القرع، والقرع المجفف الذي يطلق عليه محليًّا "جيلاتي"، بالإضافة إلى كوكتيل القرع، إذ تمزج بين الشمندر والقرع بلا سكر.

وتقول: إن هذا المشروب مفيد لتقوية جهاز المناعة، وتقدمه لمرضى السرطان مجانًا.

كما تقدم في مزرعتها الحلويات الفلسطينية التقليدية، كالزلابية القرعية التي تشتهر بها مدينة نابلس، وهي عبارة عن عجينة مقلية ومحشوة بهريسة القرع والمكسرات.

وفي "بيت القرعيات" تُشاهد أحجام ضخمة من القرع، وبألوان مختلفة ما بين الأخضر، والأصفر، والبرتقالي، وحتى الأسود المميز، ولجمال المكان بات يستخدم كموقع تصوير المواليد الجدد.

وتشير إلى أن حصول "بيت القرعيات" على العديد من الشهادات كضبط الجوة، والتسويق، والزراعة الآمنة، والتصنيع الغذائي، الأمر الذي أهلها لافتتاح مدرستها الحقلية لتدريب 16 سيدة على طرق الزراعة الحديثة دون كيماويات، والتي طبقتها على مزرعتها بإشراف مهندسين زراعيين.

وتختم حديثها موجهة رسالة لكل سيدة فلسطينية: "الفلسطينية تستطيع أن تصنع نجاحها بشتى الطرق وتدعمه، عليكِ أن تعملي بما لا تحبين حتى تجدين ما تحبين وتبعدين فيه، فالعمل ليس بالأمر الذي نخجل منه".